روسي

روسي هي أكبر المدن البلغارية الواقعة على ضفاف نهر الدانوب، وأطلق على
المدينة اسم "جوهرة الدانوب" أيضًا. تعدّ المدينة أهمّ المراكز الثقافية والاقتصادية
والنقل في شمال بلغاريا، المدينة التي حافظت على إرث حضاري لما يزيد على 23 قرن.
مع نهاية القرن الأول من تاريخ القلعة الرومانية سيكساغينتا بريستا أو "مرفأ الستين
قارب" أصبحت بلغاريا جزء من الحدود الرومانية. وخلال النصف الأول من القرن التاسع
عشر تحوّلت مدينة روستشوك آنذاك لعاصمة ولاية الدانوب في إطار الإمبراطورية العثمانية، ما ساهم بسرعة نموها بصفتها مركزًا رئيسيًا كأول مدينة تتمتع بسكة حديد، وتمتلك أولى المطابع وشهدت كذلك تأسيس أول شركة تأمين، إضافة لتسمية شوارعها للمرّة الأولى، وافتتاح خط تلغراف وغيره. استمرّت مظاهر النهضة هذه لما بعد التحرير، حيث سجّلت المدينة أعلى نسبة للسكان. كما شهد بداية القرن العشرين السنوات الأولى من حياة الأديب الصحفي الكبير إلياس كانيتي، الذي نال جائزة نوبل للآداب. وتطرّق كانيتي في مذكّراته التي حملت عنوان "اللغة الناجية" لمسقط رأسه المدينة ذات الروح العالمية، وجاء في الكتاب أيضًا: "ما عايشته لاحقًا حدث كلّه يومًا ما في مدينة روستشوك".
لعشّاق الطبيعة يتواجد بالقرب من مدينة روسي المتنزّه الغابة "ليبنيك"، وعلى بعد
بضعة كيلومترات يمكن زيارة المتنزّه الطبيعي الكبير والواسع "روسينسكي لوم". يحتوي المتحف التاريخي الإقليمي – روسي على تسعة معارض، ثلاثة منها في الهواء
الطلق، تتمثّل بالقلعة الرومانية سيكساغينتا بريستا، كنائس إيفانوفسكي الصخرية
(ضمن قائمة اليونسكو للإرث الثقافي والطبيعي) ومدينة تشيرفِن من القرون الوسطى.
من أهمّ المناظر الهامّة في المدينة معبد "بانتيون" أبطال الانبعاث الوطني (نصب لمجمّع
عظام ورفات الثوّار والأبطال القوميين)، متحف الشؤون اليومية (يشتهر كذلك باسم
منزل كاليوبا)، المتاحف: "بابا تونكا" و "زاخاري ستويانوف"، والمتحف البيئي الوحيد
من نوعه في بلغاريا وأكواريوم يضمّ أسماك الدانوب. يرتبط الألق الذي تتمتع به مدينة روسي في وقتنا الحالي بهويتها المعمارية الفريدة،
المتأثرة بصورة واضحة بالنماذج القديمة لإقليم الدانوب. وقد ارتفع في مركز المدينة
رمزان هما تمثال الحرية، الذي أشرف على تصميمه النحّات الإيطالي أرنالدو
دزوكي، ومبنى "دوخودنو زدانيي" المثير للاهتمام المشيّد وفق التصاميم الكلاسيكية
الحديثة، وأشرف على تصميمه المهندس المعماري بيتير باول برانك. يتمتع المبنى
بسبع هيئات مختلفة تمثّل: الفنون والعلم والزراعة والحرف والتجارة والدفاع وتسامي الروح.