يعتبر إقليم الدانوب السياحي الأكبر من حيث المساحة ما بين الأقاليم السياحية التسعة في بلغاريا. يضمّ هذا الإقليم 67 محافظة ومدينة روسي الواقعة على ضفاف نهر الدانوب هي المركز الإداري وأكبر مدن الدانوب. يحتلّ الإقليم المرتبة الثالثة بتعداد السكان بعد الإقليم السياحي في كلّ من صوفيا وتراقيا.
يعود الفضل لموقع نهر الملاحة الوحيد في البلاد الذي يتمتّع بمقوّماته الثرية الواسعة والموارد التاريخية والطبيعية، ليختصّ إقليم الدانوب السياحي بتطوير السياحة الثقافية التاريخية والسياحة البحرية وسياحة المراكب النهرية، بما في ذلك المغامرات والتمتّع بالبيئة، وأماكن اللهو والتسوّق والطهي وعروض النبيذ والحجّ للمقامات الدينية وغيرها.
من فيدين إلى سيليسترا، ومن أرياخوفو حتى ترغوفيتشه، يستقبل إقليم الدانوب السياحي بإرثه العريق الفريد من نوعه منذ القرون الوسطى والحقبة العثمانية ومرحلة ما بعد التحرير والحقبة المعاصرة الزوّار والسياح، ليعرض مرافق مدرجة في قائمة اليونسكو وآثار ذات قيمة تاريخية مثيرة، وأخرى على وشك الاكتشاف. يكشف هذا الإقليم عن مناظر من الطبيعة والبراري حافظت على نقائها وتنوّعها البيولوجي في المحميات البيئية النادرة، وحتى المغارات الكأداء والمستنقعات، كما تدعو للتوحّد في العديد من المعابد والأماكن المقدّسة. وتقدّم للزوار وصفات سرية للأطباق التقليدية الشهية وتعرض كذلك تفاصيل التقاليد الثقافية للمجتمعات المحلية الفريدة.
يعدّ نهر الدانوب الأكثر دوليًا في العالم حيث يعبر من منابعه وحتى الدلتا في البحر الأسود بعشر دول أوروبية: ألمانيا، النمسا، سلوفاكيا، هنغاريا، كرواتيا، صربيا، بلغاريا، رومانيا، مولدوفا وأوكرانيا. كما تقع أربع عواصم في مجرى النهر الشهير: فيينا، براتيسلافا، بودابست وبلغراد. عدا عن ذلك يجمع النهر مياهه من روافد 19 دولة، ويمكن توثيق 17 لغة وطنية مختلفة على امتداده، كما يلاحظ تأثّر شمال بلغاريا بتقاليد أوروبا الوسطى، كجزء من تنوّعه الثقافي وهوية الدانوب القوية.
لنهر الدانوب مكانة خاصّة في الوعي الإبداعي البلغاري. وقد ساهمت الآثار المتبقية من القلاع الرومانية على أطراف امتداد النهر بالتذكير بأهمية نهر الدانوب بصفته خطّ دفاع قوي ساهم بدعم قدرات ومصالح الإمبراطورية الرومانية، وتذكّر الأحداث المرتبطة بالدانوب بالسنوات الأولى من تأسيس بلغاريا الدانوبية. نهر الدانوب هو أكثر تغنيًا وورد ذكره في العديد من القصائد والأغاني الشعبية. كما ذُكر خلال مرحلة الانبعاث البلغاري باعتباره الحدّ الفاصل ما بين الحرية والعبودية، وما بين ممارسة الحياة في الوطن والنجاة في المهجر. كتب عميد الأدب البلغاري إيفان فازوف عن الدانوب قائلا: "هادئ، أبيض، قلق يصخب بفرح وبهجة". وليس مصادفة ذكر الدانوب في بيت الشعر الثاني من النشيد الوطني "جبل ستارا بلالينا فخور، بجانبه يزرقّ الدانوب".
يبلغ شاطئ نهر الدانوب في مقطعه البلغاري 471 كلم، بدءًا من مصبّ نهرتيموك عند الحدود الصربية غربًا لينتهي عند مدينة سيليسترا شرقًا، حيث تبدأ الحدود البرية مع جمهورية رومانيا. يعتبر الدانوب حدودًا طبيعية ما بين بلغاريا ورومانيا. ورفعت الجسور على امتداد النهر، لاستخدامها همزة وصل مع الدولة الجارة في شمال البلاد.