هناك نظرية تؤكّد على أنّ الإقليم الشمالي الغربي من بلغاريا هو أوّل الأماكن المأهولة بالسكان في كامل القارة الأوروبية. وقد عثر على رفات وبقايا عظام بشرية في مغارة "كوزارنيكا" المتواجدة في مدينة فيدين، تقدّر أعمارها بقرابة 1.6 مليون سنة. كما عثر علماء الآثار على عظام لحيوانات وأدوات قطع حجرية.
يبلغ ارتفاع أعلى النصب الرومانية المتواجدة في بلغاريا (قرابة 12 متر)، تتواجد في قرية ليسيتشيري التابعة لمحافظة بافليكيني. يتسامى عمود ليسيتشيري والمعروف كذلك باسم "عمود ماركوف الحجري" منذ ما يقارب ألفي سنة.
أصدرت أسقفية نيكوبوليس الأرثوذوكسية فيليب ستانيسلافوف أوّل الكتب المطبوعة بأحرف (سيريل وميتودي – "أباغار") اللذان وضعا أسس اللغة المكتوبة. أنجزا ذلك في روما عام 1651. الكتاب هو عبارة عن أدعية لخدمة قدّاس الكنيسة الكاثوليكية في بلغاريا.
ظهرت أهم ثلاثة مؤلفات موسيقية بلغارية شهيرة بمحاذاة نهر الدانوب خلال العام 1863. ألف الموسيقار تسفيتان رادوسلافوف في مدينة سفيشتوف أغنية "جبال ستارا بلانينا الفخورة" التي تحوّلت لاحقًا إلى النشيد الوطني عام 1892، ستويان ميخايلوفسكي الذي مارس مهنة التدريس في مدرسة الذكور في مدينة روسي كتب نشيد التربية والثقافة البلغارية "اِمضِ يا شعبي المنبعث" عام 1937. أمّا ديكو إيلييف الذي قاد الفرقة الموسيقية في مدينة أورياخوفو وموسيقي في الأوركستر 36 لدى فرقة المشاة العسكرية في مدينة كوزلودوي، فقد كتب إحدى أهمّ الأغاني الشعبية المصحوبة بالدبكة والمعروفة باسم "دبكة دونافسكو"، ويؤدّيها المواطنون بعد الدقائق الأولى من بداية كلّ عام جديد.
هناك الكثير من المبادرات والأمور التي تحدث للمرّة الأولى في بلغاريا، خاصّة في إقليم الدانوب السياحي وتحديدًا في محيط مدينة روسي، سفيشتوف، لوم وغيرها كثير من مدن الدانوب، ويمكن عرض العديد من الأعمال الافتتاحية كجزء من الهوية التاريخية للإقليم: أولى المكتبات، أولى شركات التأمين، أولى المطابع، أوّل خطّ سكّة حديد، أوّل عرض سينمائي، أوّل محطّة للأرصاد الجوية وغيرها كثير.
افتتح أوّل جسر على نهر الدانوب ما بين بلغاريا ورومانيا بتاريخ 20 يونيو 1954 ويعرف بجسر الصداقة ويربط مدينتي روسي البلغارية وغيورغيفو الرومانية. يبلغ طول الجسر 2.8 كلم وشيّد على مستويين لعبور السيارات والحافلات ومستوى آخر لعبور القطار. بقي هذا الجسر همزة الوصل الوحيدة على طول الحدود المشتركة بين البلدين البالغة 451 كلم على مدى 59 سنة. وفي العام 2013 افتتح جسر "أوروبا الجديدة" ما بين مدينة فيدين البلغارية ومدينة كالافات الرومانية.
تشير البيانات الإحصائية الأولى التي أجريت بعد مرحلة التحرير إلى أنّ مدينة روسي هي الأكثر تعدادًا للسكان في مملكة بلغاريا بنسبة (26163 مواطن). وللمقارنة بلغ تعداد سكّان صوفيا آنذاك (20501) مواطن.
استقبل الملك البلغاري فرديناند الأول بتاريخ 20 سبتمبر 1908 في مدينة روسي بحفاوة، مع كامل أعضاء حكومته، وكان الملك في طريقه متوجّهًا إلى فليكو تيرنوفو. توقّف القطار للاستراحة في محطّة "دفي موغيلي". وهناك تحديدًا كتب رئيس الوزراء ألكسندر مالينوف بيان الاستقلال، وصودق عليه بتوقيع الملك وكافّة أعضاء المجلس الوزاري.
أوصى ديميتر أبوستولوف تسينوف وهو وطني وتاجر ومبادر ومساهم بتاريخ 1 سبتمبر 1912، بمنح كافّة أملاكه البالغة قيمتها 5 ملايين ليفا ذهبية لمسقط رأسه مدينة سفيشتوف. يعتبر هذا التبرّع الشخصي الأكبر عبر التاريخ وفي المرتبة الثانية مقارنة بعملية تطوير قطاع التعليم العالي، بعد التبرّع الذي قام به الأخوان غيورغييفي لصالح جامعة صوفيا. ويعدّ ديميتر أبوستولوف تسينوف في يومنا هذا راعي أكاديمية الاقتصاد في مدينة سفيشتوف.
تتواجد في جزيرة بيرسين التابعة لمدينة بيليني، رفات وعظام كبار المعارضين للسلطة السياسية الشمولية في بلغاريا، التي حكمت البلاد خلال الفترة 1949 – 1989 باستثناء فترات قصيرة متقطّعة.
وفقًا للأسطورة فإنّ فيدا كانت أصغر بنات الإقطاعيين البلغاريين الذين امتدّت سلطتهم في مناطق واسعة. فيدا التي تعلّمت درسًا من تحارب الزواج الفاشلة لأختيها كولا وغمزا، رفضت كافّة عروض الزواج، وشيّدت حصنًا منيعًا أمضت فيه كلّ حياتها (المصدر: المتحف الإقليمي التاريخي – فيدين)
* * *
جامع الوالي عثمان بازفانتوغلو في مدينة فيدين عبارة عن مبنى حجري ضخم، يتميّز بتصميمه المعماري الشرقيّ الصارم، أهمّ معالم الجامع المثيرة للاهتمام هو قبّة المنارة التي تنتهي بهيئة قلب، وهو الجامع الوحيد في العالم الذي يزيّن قمّة منارته قلب. (المصدر: محافظة فيدين)
* * *
سيطر حاكم قبائل الفلاش فلاد الثالث مع منتصف القرن التاسع عشر على قلعتي روسي وغيورغيفو، وأقدم على قطع رؤوس قرابة 6000 مقاتل من الجيوش المعادية وغرزها على الرماح، حاز فلاد الثالث في مدينة روسي نتيجة لأعماله الوحشية على لقب "القاطع". فلاد الثالث القاطع هو المثيل للشخصية الإعلامية "غراف دراكولا" محرّر مدينة روسي، الذي نال شهرة عالمية واسعة خلال مرحلة إقامته في الإقليم. (المصدر: مصادر إعلامية)
* * *
يرتبط متحف الحياة اليومية التقليدية في مدينة روسي المعروف كذلك بمنزل كاليوبا بمدحت باشا، الذي حضر إلى روستشوك بصفته والي ولاية الدانوب عام 1864. وحسب الأساطير المدنية المتناقلة فإنّ مدحت باشا شيّد مبنى رفيع المستوى للسيّدة التي سلبت قلبه – كاليوبا. بعد أن وقع مدحت في غرامها وأراد أن يدخل البهجة لقلبها بهدية خاصّة متميّزة.